رحلة ديللافاليه إلى العراق (مطلع القرن السابع عشر) |
رحلة ديللافاليه إلى العراق (مطلع القرن السابع عشر)
کُردستان في كتابات الرحالة الأجانب
رحلة ديللافاليه الى العراق مطلع القرن السابع عشر - بيترو دلاوالة بنقلها إلى العربية الأب د بطرس حداد
تقع منطقة كردستان بين الدولتين: العثمانية و الفارسية ان منطقة وجودهم ليست عريضة بقدر ما هي طويلة. فالمساحة عرضا من الغرب إلى الشرق تستغرق مسيرة عشرة أيام أو اثني عشر يوما تقريبا بينما هي من الشمال إلى الجنوب طويلة جدا إذ تبدأ تقريبا من أراضي بغداد و السوس حسبما أظن و تمتد إلى ما بعد الموصل (و هي نينوى) إلى بلاد مادي و أرمينيا و ما بعدها إلى البحر و هي منطقة مكينة لأنها جبلية متفرعة من جبل طوروس، فالسلسلة تبدأ من هناك لتقسم آسيا و تتقدم إلى الجنوب حتى تصل إلى الخليج. هذه الجبال الشم هي الفاصل الطبيعي بين الدولتين العثمانية و الفارسية حاليا كما كانت قديما الفاصل الطبيعي بين الدولة الرومانية و الفرثية.
ماذا كان يطلق على كردستان في العهود القديمة يا ترى؟ هذا ما أجهله و لا أعتقد انها كانت تسمى باسم عام كما هي الآن، بل كانت تقسم إلى شعوب عديدة و بأسماء مختلفة و يؤيد قولي هذا ما ورد في مؤلفات الأقدمين. فقد ذكر عن بعضهم باسم «كاردوكي» الذين أغاروا على زينوفون و أتباعه فألحقوا بهم الأذى بالقرب من نهر دجلة عند تراجعهم إلى اليونان، كما يروي بنفسه في كتبه الرائعة عن حملة قورش الأصغر. إن كتابه هذا في رأيي هو من أروع ما خلف من المؤلفات (٢).
و للأكراد لغة خاصة بهم تختلف عن اللغات المجاورة أي: العربية و التركية و الفارسية و رغم ذلك ففي كلامهم لكنة فارسية و تقترب منها في بعض ألفاظها.