صعود كردستان؟ اعتبارات للكرد وجيرانهم والمنطقة
مايكل روبن
منذ عقدين لم يأُل أغلب المسؤولين الأمريكيين جهدا ً من أجل أن تأخذ كردستان مكانتها على الخارطة، فضلاً للكرد بو صفهم حلفاء، واليوم نجح الكرد في الحصول على اهتمام كبير في واشنطن. والسياسيون الكرد الذين كانوا يكافحون في وقت من الأوقات من أجل الاجتماع مع دبلوماسي صغير أو عضو من أعضاء الكونجرس، هم اليوم يتناولون الغداء مع وزير الخارجية ويزورون البيت الأبيض. وهناك قناعة تترسخ عبر الطيف السياسي في واشنطن مفادها أن الكرد لن يحصلوا قريبا على الاستقلال فحسب، بل إن الدولة التي تتمخض عن ذلك الاستقلال ستكون منارة للأمل في منطقة يتراجع فيها دعم الاستقرار والديمقراطية والليبرالية بنحو متزايد.
إن النقاش حول الاستقلال الكردي في داخل كردستان وخارجها لايزال في الغالب محصورا في الإطار
الاخلاقي، وهو هل إن الكرد يستحقون الاستقلال؟ أليس ذلك من حقهم؟ ربما يكون كذلك، إلا أن ذلك ليس هو الموضوع الذي تدور حوله الدراسة، فإن موضوع ما إذا كان الكرد سيحصلون على الاستقلال أم لا هو في النهاية أمر يخص الكرد؛ ومع ذلك فأن الأمر الذي يغفله الجدل الدائر هو إذا ما حقق الكرد طموحهم القومي فإن ذلك لن يكون نهاية القصة بل بدايتها، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا النقاش نادرا ما يحصل في كردستان فكيف بالغرب.
حتى الأسئلة الاساسية لاتزال من دون إجابة من قبيل ماذا يريد الكرد؟ وحين سؤال أي كردي في العراق وسوريا وتركيا أو إيران سيقولون إنهم يريدون دولة خاصة بهم، إلاّ أن قادتهم يدركون أن الكلام أسهل من الفعل، فيما يستخدم بعضهم القومية كذريعة لتحويل الأنظار على القضايا الاخرى، أما الآخرون فيقترحون حلولاً خلاقة من قبيل إقامة كونفدرالية لأقاليم حكم ذاتي عبر الدول القومية القائمة، ومع ذلك نادرا يتصدى الكرد للسؤال حول ما اذا كانت الحرية تعني كردستان واحدة أم متعددة؟