الكورد الفيليون بين الماضي والحاضر
المؤلف: احمد الفيلي
اللغة : العربية
المقدمة
الفيليون كورد أصلاء، عانوا أهوالاً ومحناً قاسية وسر تعرضهم لأبشع أنواع الإضطهادات من قبل السلطات العراقية المتعاقبة تكمن في قوميتهم الكوردية وإعتناقهم المذهب الشيعي. وبرغم الدور الكبير الذي لعبوه على المسرح السياسي سواء في نضالهم ومشاركتهم التأسيسية للأحزاب والحركات الكوردية التي إنبثقت مع النصف الأول من القرن المنصرم خاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني (حدك) الذي برز كقوة تنظيمية متقدمة وموحدة ولاحقاً المشاركة في ثورة أيلول التاريخية والمساهمة الفعالة بها مادياً ومعنوياً..، أو في صفوف الأحزاب الوطنية التقدمية، كالحزب الشيوعي العراقي الذي وصلوا فيه إلى مراكز قيادية متقدمة وكانوا مادة أساس في العديد من الإنتفاضات كإنتفاضة الحي. وقد دفعوا ثمن تلك التضحيات الوطنية الجسام من دمائهم ودماء أبنائهم وأموالهم التي صودرت والتشريد الواسع النطاق الذي واجهوه ، لأن القتل والقمع بكل أشكاله كان حصة الوطنيين الشرفاء بوجه الحكام المستبدين الطغاة. إلا أن أحداً لم يفكر في أن يدون ذلك النضال كشهادة للتاريخ سواء في كتاباتهم التاريخية المتعلقة بالأوضاع العراقية العامة والمختلفة أو في سيرهم الذاتية أو في كتابة مذكراتهم، الأمر الذي جعل مع قلة المدونات في الشأن الفيلي واحدة من أصعب الأمور. إن محاولتنا المتواضعة هذه جاءت لطلب العديد من الأخوة في منظمات المجتمع المدني الكوردية بضرورة وضع كراس حول الكورد الفيليين وأصولهم التاريخية الأولى ودورهم في ظل الدولة العراقية كتعريف بهم والحقيقة أن قلة المدونات واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الباحث في هذا المجال، صحيح قد تكون هناك بعض الإصدارات قد صدرت في المنافي من قبل بعضهم إلا أن عدم وصولها إلى أيدي القراء بسبب بطش النظام الاستبدادي المقبور أو لأسباب أخرى، مما حال أن تبقى الحاجة المعرفية في تزايد مستمر. والحقيقة أن هذا الكراس بشكله الحالي ما كان له أن يحوي هذا الكم من القرارات والتعليمات الصادرة بحقهم لولا مساهمة السيد رياض جاسم محمد الفيلي الذي وضع ملفاً قانونياً كاملاً تحت تصرفنا وكذلك مساهمة السيد جمال حسن المندلاوي الذي كان لملاحظاته حول مدلولات الأسم محلياً أثر كبير في توسع البحث في هذا المجال.
أخيراً وليس آخراً.. نأمل أن نكون قد وفقنا في تقديم كراس يسد شاغراً في هذا المجال. وبالمناسبة نتوجه بالشكر الجزيل إلى مؤسسة شفق هذه المؤسسة الثقافية الفتية التي أخذت على عاتقها النهوض بالوعي القومي والاجتماعي لهذه الشريحة من خلال قنواتها الاعلامية المختلفة المقروءة والمسموعة وباللهجة الكوردية الفيلية ولأول مرة، مما يبشر بولادة جديدة يسهم فيه الجميع ببناء عراق فدرالي ديمقراطي تعددي برلماني جديد.
نظرة تاريخية حول الأصول الأولى للأمة الكوردي
يتفق المؤرخون والعلماء الاركيولوجيون بمختلف انتماءاتهم وجنسياتهم على ان الاقوام او القبائل الزاكروسية هم الاصول الاولى للأمة الكوردية وتعد الاقوام اللولوية والكاشية والعيلامية الجزء الاساسي والمهم من تلك القبائل وقد قطنت تلك القبائل المناطق الممتدة من الكميت وبدرة وحتى خانقين وكلار وصولاً الى حلبجة وبنجوين جنوباً وحتى اقاصي مناطق كرمانشاه وايلام ولورستان وبختياري وخوزستان في ايران ولايخلو من فائدة في هذا المجال تناول هذه الاقوام بشيء من الاختصار والايجاز.