القضية الكردية في العشرينات - عزيز الحاج |
القضية الكردية في العشرينات
د. عزيز الحاج
الملاحظ أن الاهتمام بدراسة موضوع الأكراد ومطامحهم، وأصلهم وموطنهم وخصائصهم بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ولا سيما في روسيا القيصرية وفي فرنسا ودول غربية أخرى. وكان سرّ هذا الاهتمام التنافس على مناطق النفوذ واقتسام العالم، واستخدام كل الطرق والأسلحة الممكنة لذلك بما في ذلك استخدام الحركات القومية كلما كان ذلك ممكناً، واصطناع قضايا وتأجيج أخرى لضرب الشعوب الصغيرة بعضها ببعض، ولإثارة عوام التفرقة والتمزيق، وخصوصاً في الوطن العربي.
وكانت أوضاع الأكراد وأمانيهم القومية هدفاً كبيراً لهذه الأوساط والقوى الدولية، وتدل على ذلك شواهد وأدلة ووثائق دامغة، من بينها الوثائق الغربية السرية التي تم نشرها على الملأ فيما بعد. ومما لا شك فيه أن الأكراد يشكلون شعباً متميز الملامح والخصائص، له تاريخ، وله لغة وثقافة، وله قضية عادلة، هي قضية التمتع بحقوقه القومية الإدارية والثقافية والعيش تحت ظلال التقدم والازدهار والسلام مع الشعوب التي يسكنون معها في البلدان المعنية. وقد وجد خيرة الوطنيين الأكراد وعياً وبصيرة وواقعية، أن الحلّ الأمثل للأكراد هو التمتع بالحكم الذاتي في إطار كل من العراق وإيران وتركيا، بما يضمن لهم حقوقهم ويحترم شخصيتهم وتحقيق المساواة القومية لهم في سورية. إقرأ في هذا الكتاب ما لا تعرفه عن أسرار القضية الكردية منذ وجودها.