الحؤول دون انفجار النزاع حول كردستان - هنري باركي |
الحؤول دون انفجار النزاع حول كردستان - هنري باركي
الحؤول دون انفجار النزاع حول كردستان
هنري باركي
مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي 2009
مامن شك أن تبعات الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 ستكون موضع نقاش على مدى السنوات المقبلة. لكن ثمة منذ الآن: التطلعات القومية المكبوتة نتيجة لدى الشعب الكردي المبعثر في أربعة بلدان - العراق وتركيا وإيران وسورية - انطلقت، وربما بشكل لاعودة عنه، بسبب هذه الحرب. وسبق للمناطق الكردية في العراق، والتي استفادت من إطاحة نظام صدام حسين ، ّ أن توحدت وحولت نفسها إلى منطقة فيدرالية. أما الحكومة الإقليمية لكردستان، فهي تشّكل حقيقة قائمة وقوة تعزز عملية تمكين الوضع الكردي، إذ هي ترنو إلى ضم مناطق أخرى تقطنها غالبية كردية، ولاسيما محافظة كركوك الغنية بالنفط، إىل نطاق سيطرتها. ولذا، فإن وجود ومطالب الحكومة الإقليمية لكردستان أثارا قلق مختلف جيران العراق وحكومة بغداد على حد سواء. وهذه المسائل لاتزال بعيدة عن إيجاد حلول لها. ثم أنه إذا ماتم تجاهل هذه التطلعات أوعوملت بطريقة غير مناسبة، يمكن لها أن تتسبب في عدم استقرار ملموس وعنف في مرحلة دقيقة وحاسمة تمر بها المنطقة .
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، تثير القضية الكردية قضايا حيوية عدة: مستقبل العراق، قدرة القوات الأمريكية المقاتلة على فك الارتباط بطريقة مسؤولة وعلاقتها (امريكا) مع تركيا الحليف المهم في منظمة معاهدة شمال الأطلسي والمتطلعة إلى عضوية السوق الأوروبية، ثم بشكل عام الاستقرار في منطقة غنية بالنفط، خلال مرحلة من الشكوك القوية التي تحيط بمستقبل الطاقة.
ويجادل التقرير بأنه يتعين على واشنطن أن تبدي اهتماما كبيرا بالابعاد العديدة للمسألة الكردية، وفي مقدمها ، وجود مخاطر حقيقية لنشوب نزاعات وتدخلات خارجية. ولذا، على واشنطن ّ أن تطور مقاربة شاملة تعترف، وإن ّ أمكن، تقوي، هذه الروابط لتحقيق مستقبل مزدهر ومستقر. هذا لايعني أنه لايمكن حل كل أوجه المسألة الكردية المتعددة إلا في آن، بل هو يعني أن على واشنطن أن تكون حساسة ّ إزاء الكيفية التي يمكن فيها للتقدم المحتمل - وايضا للنكسات-
في مجال معينّ أن يؤثرا على الحركة في مجالات أخرى. وهنا من الأهمية بمكان تسوية مستقبل كركوك وتعزيز شرعية البنية الفيدرالية العراقية، إضافة ّ إلى تطوير علاقة فعالة بين أنقرة والحكومة الإقليمية لكردستان.