تعريب كوردستان
تأليف: غفور مخموري
التعريب - المخاطر - المواجهة
ترجمة: عبدالله قرگەيى
يضــم الكتــاب بــن دفتيــه جهــداً توثيقيــاً هامــاً، ويؤســس تحليلــه عــلى معطيــاتّ إحصائيـة موثقـة، مشـخصاً الممارسـات السياسـية والقـرارات التـي قبعـت خلفهـا. ومـن هـذا الموقـع يقيـم يدعـو إلى سـبل مواجهـة مخاطـر التعريـب السياسـية والاجتماعيـة...
ُ عهــدي بالصديــق المناضــل غفــور مخمــوري، مــذ عرفتــه في دمشــق أواســط التسعينات من القرن الفائت، وطنيا غيورا وسياسياعقلانيـاً تحتـل الثقافـة وقيمهـا أهميــة رئيســة في وعيــه الســياسي. وهــو إذ يضــع بحثــه هــذا بــن يــدي القــارئ فيطبعتـه الجديـدة، فإنـه يطمـح إلى معـاودة التفكـر مجـدداً بمحنـة التعريـب والنتائـج الكارثيــة التــي خلفهــا عــى الصعيــد الانســاني وتقديــم صــورة عنهــا.
مـن هـذا المنطلـق يمكننـا أن نسـتنبط دعوتـه للباحثـين العـرب المثقفين بضـرورة المسـاهمة العلميـة في إنجـاز هـذه الغايـة، التـي مـن شـأنها أن ترفـع اللبـس الحاصـل،
نتيجـة ممارسـات تلـك النظـم السياسـية الفاشـية، بـن العـرب والكـورد. فهـم مدعـوون إلى تبرئـة الثقافـة العربيـة ذاتهـا وتطهيرهـا مـن دنـس الممارسـات العنصريـة للانظمـة
السياسـية ومـن آثارهـا.
وفي الوقـت ذاتـه ثمة تأكيـد صريـح عـلى أنهـم شركاء لنـا في هـذه المسـؤولية الملحـة، ونعنـي مسـؤولية بنـاء فكـر نقـدي بالتاريـخ السـياسي والثقـافي للتعريـب، فكـر يؤسـس
عـلى نحـو جديـد لمقدمـات التعايـش المشتـرك والتسـامح بـين شـعوب المنطقـة وثقافاتها.