رواية طيش الياقوت – سليم بركات
يراقبه من مسافة بعيدة، أو يقرأ عنه في كتاب، أو يقنعه كشخص أو نكبة، أو يستعيره لأيديولوجيا ما، أو يستقرئ منه مادة تفيد الإنتقاد أو الاستحداث الثقافي، أو مفردة تلقينية يمكن تداولها واعتمادها، وإنما كان الحدث هو الشاعر، والشاعر هو الحدث فكان الدخول أليه كالخروج منه، والسؤال عنه، كالسؤال فيه، والنفي له، كالوجود فيهن فهو- أي الهلاك– تكوين غير معين، وصياغة لسانية لا تحتويها اللغة، ووجود يتمظهر منظور تارة، وأشياء تارة أخرى. لهذا كان الرفض له كالقبول به، فما يوحيه الهلاك كامن فيه، وما يفعله نفعله نحن بأنفسنا، لهذا تصبح محاورته إعلانا وتنبيها بفتح طلاسمه، ومخافته دخولا إلى إطمئنان، وبما أنه ليس موتا مسمى، ولا سببا معينا، قيل فيه ما يشبه القول المخبأ، والمبهم والغامض، والواضح والمجهول، فهو كل الموجودات ونفيها سويا.