الحكمة الكوردية جمهرة من الأمثال والحكم الكردية - الدكتور بدرخان السندي |
الحكمة الكوردية جمهرة من الأمثال والحكم الكردية
جمعها وترجمها وعلق عليها: الدكتور بدرخان السندي
مع بداية القرن العشرين باتت ظاهرة دراسة الفلكلور عموما ودراسة الامثال والحكم خصوصا كمادة حية تعكس الحضارة التراثية للشعوب وهكذا خضعت الحكم والامثال الكردية الى جهود عدد من المعنيين ممن توافروا على هذا النتاج التراثي الزاخر لانه يمثل بعدا تاريخيا واجتماعيا مهما في حياة المجتمع الكردي يفيد الدارس ويغني المتتبع الذي يروم فهم واقع الحياة الاجتماعية للشعب الكردي.
وتعتبر الامثال والحكم الكردية جزءاً من الفلكلور فهي احدى اوجه التراث الفكري الاجتماعي لدى الكرد وتلعب دورا واضحا في مجال العلاقات الاجتماعية من خلال اللغة اليومية في المدينة الكردية او الريف الكردي ، وهي أي الامثال والحكم الكردية غزيرة الى درجة ملفته للنظر ولا نغالي ان قلنا انها تناولت كل مناحي الحياة واحتوت كل ما يمكن ان يطرأ من مواقف تفرزها العلاقات الجدلية بين الفرد والمجتمع والتفاعل المستمر بين الانسان والبيئة الطبيعية التي تؤثر فيه ويؤثر فيها ، ومن هنا جاءت المقولة الكردية : " ماترك الكبار شيئاً للصغار" أي لم يدع الكبار شيئاً الا واودعوا فيه مثلا او حكمة فكان ان ترك السلف للخلف كنوزا من الحكمة والامثال التي يمكن الاهتداء اليها كمعايير اجتماعية وسياسية واقتصادية وانسانية وهي في غالبها تحاول ان تمنطق العلاقة بادوات قيمية بين الفرد والمجتمع من جهة وبين الفرد ومحيطه المادي من جهة اخرى .
اننا اذ نضع هذا الكتاب بين ايدي القارىء الكريم نأمل ان نكون قد قمنا بمحاولة متواضعة للتعريف بهذا الضرب من النتاج التراثي للمجتمع الكردي ونرجو ان نكون قد وفقنا في فتح نافذة جديدة في المكتبة العربية العريقة الزاخرة بمصادرها الباذخة في مقتنياتها المفتقرة الى الكثير من الكتب والمصادر المعنية بتاريخ وتراث شعبنا الكردي والتي ترسم الصورة الحقيقية لملامح هذا الشعب العريق ( الكرد) والله من وراء القصد
" بدرخان "