القضية الكردية في العلاقات التركية السورية
The Kurdish issue in Turkish-Syrian relations
إعداد
أسيل صبحي عيد
المشرف
د. عبد الرحمن إبراهيم
قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير في الدراسات الدولية من معهد إبراهيم أبو لغد – كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت- فلسطين . 2021
ملخص:
إن القضية الكردية ليست وليدة الثورات العربية أو الثورة السورية، بل تعود جذورها إلى العهدين العثماني والفارسي وزادت تعقيدا مع اتفاقيات تقسيم الاراضي العثمانية بعد انهيارها في الحرب العالمية الاولى، إذ قسمت كردستان بين عدة دول، أبرزها تركيا و إيران وسوريا والعراق.
وقد حاولت الدول الأربع صهر وقمع الاقلية الكردية في أراضيها. ولتشعب وتتداخل العلاقات والدعم بين الأكراد في تلك الدول، خرج تأثير القضية الكردية باعتباره شأنا داخليا، ليصبح بعدا خارجيا له سطوته على العلاقات بين البلدان المذكورة، منها تركيا وسوريا. فمنذ قيام الحزب العمال الكردستاني في السبعينيات من القرن العشرين وحتى العام 1998 ،شهدت العلاقات التركية- السورية توترا كبيرا وصل حد التهديد العسكري، كان سببه الاول احتضان سوريا لحزب العمال الكردستاني في أراضيها، والذي اتخذ من سوريا مركزا لانطلاق عملياته المسلحة داخل تركيا، ودعم الاكراد المعارضين للحكومة بالعتاد والعدة؛ كونه يعتبر من أكبر الاحزاب الكردية المعارضة للحكومة التركية وأكثرها تهديدا لأمن تركيا. فحالت اتفاقية أضنة عام 1998 دون وقوع الحرب، إذ تضمنت الإتفاقية نفي عبد الله أوجلان، رئيس حزب العمال الكردستاني، من الأراضي السورية، وإغلاق مكاتب الحزب مع تنفيذ شروط أخر ى تضمن أمان الحدود التركية مع سوريا. وعلى إثر تلك الإتفاقية ومع ترؤس حزب العدالة والتنمية لتركيا عام 2002 وحتى العام 2010 ،كان الأكراد يعانون من قمع ممنهج من قبل السلطات التركية والسورية على حد سواء في ظل تغير وتطور إيجابي متصاعد في العلاقات التركية -السورية .
وفي العام 2011 ،ساءت العلاقات التركية - السورية لتعود إلى المربع الأول، وذلك بعد اندلاع الحرب في سوريا، فقامت تركيا بدعم المعارضة السورية، وردت سوريا بقطع العلاقات والتوقف عن قمع الأكراد والسماح لهم بنشر قواتهم في بعض الأراضي في الشمال السوري والذي لحقه إ علان الإدارة الذاتية عام 2016 .تلك الأحداث أعادت الأمل للأكراد في سوريا وتركيا لتحقيق الحلم الكردي بإقامة الدولة الكردستانية، لا سيما أن علاقات قوية وتاريخية تجمع الأكراد بتركيا و سوريا، إذ كانت سوريا على مدى طويل قاعدة لأنطلاق أعمال الكفاح المسلح داخل الأراضي التركية ومقرات لحزب العمال الكردستاني. أما بالنسبة لتركيا، يعتبر حزب العمال الكردستاني من أكبر مشاكلها الداخلية. لذا، فإن إقامة الكيان الكردي في شمال سوريا الموالي لحزب العمال يعني تشكيل قاعدة خارجية قوية لدعم الأكراد الانفصاليين في تركيا، وربما نقل المعركة للأراضي التركية، أي أنه تهديد مباشر لأمن تركيا ووحدة أراضيها. هذه الأحداث زادت من توتر العلاقات مع سوريا وقادت تركيا للتدخل العسكري الفعلي في الأراضي السورية، وعلى الرغم من اعتبار الحكومة السورية أن الخطر الكردي على تركيا هو حجة لتغطية التطلعات التاريخية للحكومات التركية المتعاقبة في إعادة تركة الدولة العثمانية التي فقدتها خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أن القضية الكردية كان لها دور بارز في توتر العلاقات التركية - السورية في العام 1998 وبعد اندلاع الحرب عام:٢٠١١ .